أضرار السمنة

أضرار السمنة ومراحل علاجها

هناك ثلاث مراحل يمر بها الجميع فيما يتعلق الأمر بزيادة الوزن والسمنة، في بادئ الأمر عندما نلاحظ زيادة في الوزن، ثم إدراك الموقف عندما نحصل على تشخيص السمنة ونتعرف على أضرار السمنة ومضاعفاتها وأخيرًا، تدارك الموقف عندما نبدأ في رحلة تخفيف الوزن .. تابعوا القراءة لمعرفة هذه المراحل بالتفصيل في المقال التالي.

السمنة وتشخيصها .. في بادئ الأمر

النوع الأول من الأشخاص هو الذي يلاحظ زيادة في الوزن ثم يبدأ بقياس وزنه ويحاول أخذ التدابير اللازمة حتى يعود للوزن الطبيعي المعتاد، بينما النوع الآخر هو الشخص الذي لا يستقر وزنه لفترة طويلة، وقد يرجع هذا لإتباع الحميات الغذائية والتوقف قبل الوصول للوزن المرجو أو العودة لعادات تناول الطعام الغير صحية بعد الوصول للوزن المرجو مما يؤدي لرجوع الوزن الزائد مرة أخرى، وفي كلتا الحالتين سوف تحتاج للذهاب للطبيب لتشخيص حالتك، سواء كانت زيادة بسيطة في الوزن أو سمنة أو سمنة مفرطة.

وعندما تذهب للطبيب سوف يقوم بتشخيص حالتك وفقًا لبعض الفحوصات والتحاليل التي تحدد وزنك الحالي والوزن الواجب الوصول إليه، هذه الفحوصات والتحاليل عادًة تشمل:

  • تاريخك الصحي، ويتضمن محاولاتك لخسارة الوزن ومتوسط وزنك على مدار السنوات وتاريخك العائلي، سواء كان أحد أفراد عائلتك يعاني من السمنة أم لا، وطبيعة شهيتك للطعام سواء كنت تتناول الكثير من الطعام أم لا، بالإضافة إلى الأدوية التي تتناولها والمشاكل الصحية الأخرى التي تعاني منها (إن وُجدت).
  • كما أنه سيقوم أيضًا بحساب كتلة جسمك عن طريق أخذ طولك ووزنك الحالي ومن خلال معرفة العِرق والجنس أيضًا، وعادًة ما يأخذ الطبيب أيضًا مؤشراتك الحيوية التي تشمل قياس ضغط الدم ونسبة السكر بالدم والاستماع لضربات القلب والتنفس بالإضافة لفحص البطن.
  • وقد يقوم الطبيب أيضًا بقياس محيط الخصر ومقارنته بالأرداف لتحديد نسبة السمنة لديك ومواضع تخزين الدهون في الجسم سواء كانت في البطن أو الأرداف أو كلاهما.

اقرأ أيضًا: السمنة المفرطة وأهم طرق علاجها

أضرار السمنة ومضاعفاتها .. إدراك الموقف

https://www.youtube.com/watch?v=ONG2mTAlD3A

السمنة مرتبطة بالعديد من المضاعفات الطبية التي من شأنها تقليل جودة حياة الفرد، وفي بعض الأحوال الحد من متوسط سنوات عمره، الخبر الجيد أن العديد من هذه المضاعفات يمكن الحد من مخاطرها أو تجنبها بشكل كامل مع خسارة الوزن.

السمنة وداء السكري من النوع الثاني

السمنة هي عامل الخطر الأول المتسبب في داء السكري من النوع الثاني، على عكس النوع الأول من السكري والذي يعد مرض مناعة ذاتية، وتعد مقاومة الإنسولين هي الرابط بين السمنة والسكري من النوع الثاني، ومقاومة الإنسولين هي عدم قدرة الجسم على استخدام الإنسولين بكفاءة وتوصيله لخلايا الجسم بهيئة جلوكوز حيث يتم تخزينه للحصول على الطاقة.

وتعد مقاومة الإنسولين شائعة بين مرضى السمنة، كما أن إحدى عواقبها هي ارتفاع معدل السكر في الدم، وهي إحدى خصائص مرض السكري.

اقرأ أيضًا: مرض السكري وأنواعه وطرق الوقاية منه

السمنة وانقطاع التنفس أثناء النوم

هناك أنسجة في الجزء الخلفي من الحلق، وعندما لا تتمكن هذه الأنسجة من الحفاظ على الممرات الهوائية مفتوحة يبدأ التنفس في الانقطاع، وعادًة ما يصاحب الشخير هذه الحالة، وقد يصاحبها أيضًا النعاس النهاري المزمن وصعوبة التركيز والتعلم والتذكر والنوم خلال فترات العمل أو أثناء القيادة، بالإضافة إلى الاكتئاب وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وعادًة ما يتم علاج هذه الحالة عن طريق أجهزة التنفس الليلية التي تبقي ممرات الهواء مفتوحة خلال الليل، ويتم ذلك عن طريق ضخ ضغط الهواء الإيجابي المستمر طوال الليل.

السمنة والسرطان

وفقًا للمعهد العالمي للسرطان، السمنة متربطة بزيادة خطورة التعرض لسرطان الثدي (بالنسبة للسيدات قبل وصولهن لسن اليأس) وسرطان القولون والمستقيم وسرطان بطانة الرحم وسرطان المثانة والكلى والبنكرياس والغدة الدرقية والمريء.

لا يوجد سبب واحد محدد لهذا الرابط بين السمنة وبين أنواع السرطان هذه، ولكن الدراسات تقترح الأسباب التالية:

·        وجود رابط مباشر أو غير مباشر بين الخلايا الدهنية وخلايا الأورام التي تنمو وتؤدي للخلايا السرطانية

·        انخفاض نسبة الالتهاب في الأجسام التي تعاني من السمنة مما يزيد من فرص الإصابة بالسرطان

·        إنتاج الخلايا الدهنية لنسب أكبر من الإستروجين والذي يزيد من نسب التعرض لأنواع سرطان معينة

·        إنتاج الخلايا الدهنية لهرمونات أديبوكيناس والتي قد تحاكي نمو الخلايا بشكل كبير

·        ارتفاع نسب الإنسولين بالجسم، مما يزيد من فرص سرطانات معينة

قائمة المضاعفات الأخرى1 المصاحبة للسمنة طويلة للغاية وتشمل الآتي:

·        آلام أسفل الظهر المزمنة

·        صعوبة الحفاظ على النظافة الشخصية

·        أمراض المثانة

·        ارتجاع المريء

·        أمراض الأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وانسداد الشرايين والسكتة الدماغية

·        أمراض اللثة

·        أمراض الجلد والتي تشمل التهاب وعدوى طيات الجلد وتجلط الدم في الأوعية الدموية العميقة وجلطات الرئة

·        سلس البول

·        هشاشة العظام، وخاصًة في الركبتين

·        مرض الكبد الدهني

·        الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب

·        صعوبة الحركة بوجه عام

علاج السمنة .. تدارك الموقف

إذا كنت تعاني من السمنة ولم تتمكن من فقدان الوزن بمفرك، بإمكانك اللجوء لمساعدة الطبيب المختص. يمكنك البدء بطلب المساعدة من طبيب الصحة العامة الخاص بك، والذي بدوره سوف يدلك على طبيب التغذية المختص الأقرب لك.

وقد يرغب طبيب التغذية في التنسيق والعمل مع طبيب الصحة العامة والطبيب النفسي الخاص بك للوصول لخطة العلاج الأمثل لك، بالإضافة لأي طبيب آخر لمتابعة حالتك الصحية المرتبطة بالسمنة، مثل طبيب الغدد الصماء، في حال خمول الغدة الدرقية لديك على سبيل المثال.

وسوف يعمل الطبيب معك على وضع خطة تشمل تغيير نمط الحياة والحمية الغذائية الجديدة التي تناسبك، كما أنه قد يقوم بوصف بعض الأدوية لك وقد ينصح باللجوء لجراحة السمنة إن تطلب الأمر.

بعد خسارتك للوزن سوف يحرص الطبيب على تغيير نظامك الغذائي بحيث تحافظ على وزنك الصحي الجديد وتتجنب أي زيادة مستقبلية للوزن وتتفادى أضرار السمنة بشكل نهائي .. دمتم بصحة.