الوعي وطرق التعرف على سرطان الثدي .. "طوق نجاة"
ليس لدى سيدات العالم وبالأخص الشرق الأوسط الوعي الكافي والمعرفة الشاملة لمرض "سرطان الثدي"، بالطبع هو لا يقل أهمية عن جميع الأورام التي وقعها على الأسماع بمثابة هلع ورعب كبير من مجرد ذكر الفكرة. نحن الآن بصدى مرض يأتي لقُرابة امرأة واحدة من بين كل 12 امرأة على مستوى العالم وهذا المُعدل يُعتبر الأكثر شيوعاً ليكون الإجمالي 2.2 مليون حالة في عام 2020 حسب معدلات منظمة الصحة العالمية .. هذه البداية لم يكن المقصود بها التوتر أو الذعر لسيداتنا أو الفئات الأكثر عرضة لهذا المرض ولكن هذه الاحصائيات قادرة على أن تكون الأهم في إثبات أن الفحص المبكر هو الدرع الأساسي و"طوق النجاة" من الدخول في دائرة المرض المظلمة.
لنبدأ مقالنا بأهم الأسئلة والأكثر طلبًا بين السيدات عن "سرطان الثدي"، ما هو سرطان الثدي ؟ أعراضه؟ أنواعه؟ كيفية الوقاية منه ؟ ما هو المقصود بالفحص الذاتي؟ لنعرض معًا جميع إجابات هذه الأسئلة بشكل مُبسط تفصيلي لجميع القُرأ..
سرطان الثدي هو
عبارة عن خلايا سرطانية يتشكل في منطقة الثدي الأيمن أو الأيسر فهو أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء ويعرِّف الأطباء أن سرطان الثدي يحدث عندما تبدأ بعض خلايا الثدي في النمو بطريقة غير طبيعية. تنقسم هذه الخلايا بسرعة أكبر من الخلايا السليمة لتفسد ما بجانبها وتستمر لتتراكم، وتشكِّل كتلة بحجم السنتيمترات أو ورمًا. وقد تنتقل الخلايا من خلال الثدي إلى العُقَد اللمفية، أو إلى أجزاء أخرى في الجسم، فكل هذا في المراحل الأولى لا يُمكن ملاحظته أو إدراكه إذا كنتِ من لم يقومون دائمٍا بالفحص الذاتي لأن كل هذه التغييرات لم تُلاحظ إلا بعد فترة مُتابعة مستمرة حتى يتم التأكد فعليًا بوجود خللًا ما لننتقل لمرحلة أخرى من معرفة الأنواع والأعراض.
بمجرد تشخيص الإصابة بسرطان الثدي، سيقوم الطبيب المُعالج بمراجعة التقرير الطبي والتحاليل الخاصة بالمريض ونتائج أي اختبارات أو أشعة لفهم تفاصيل الورم ليقوم الفريق الطبي بتحديد نوع سرطان الثدي باستخدام عينة نسيج من الثدي إذا كنت الحالة قد خضعت بالفعل لعملية جراحية. تساعد هذه المعلومات الطبيب والفريق الطبي على تحديد خيارات العلاج الأكثر ملاءمة للحالة ..
لتكمُن أنواع السرطان من بين تصنيفان رئيسيان وهما كالاتي:
1. سرطانات الثدي غير الغازية:
هي سرطانات التي تتكون في قنوات الحليب أو فصيصات الثدي، ولم تنتشر بأنسجة الثدي السليمة، وقد يطلق عليها أيضًا السرطانات الموضعية، وتشمل التصنيفات التالية:
-
سرطان القنوات الموضعي
سرطان القنوات الموضعي هو أكثر أنواع سرطان الثدي غير الغازية شيوعًا، وهو يبدأ في قنوات الحليب ولا يكون منتشرًا إلى الأنسجة المحيطة، ولا يشكل خطرًا على الحياة.
-
السرطان الفصيصي الموضعي
ينمو هذا النوع من السرطان في الفصيصات، وهي الغدد المنتجة للحليب في نهاية قنوات الثدي.
لا يحتاج هذا النوع إلى التدخل الجراحي ولا يهدد الحياة، لكن وجوده يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي الغازي لاحقًا.
2. سرطانات الثدي الغازية :
هي سرطانات الثدي التي انتشرت إلى أنسجة الثدي المحيطة، وتعد معظم أنواع سرطان الثدي غزاوية، وتشمل الآتي:
-
سرطان القنوات الغازي
هو أكثر أنواع سرطان الثدي شيوعًا، حيث يبدأ في الخلايا التي تبطن قناة الحليب في الثدي، ثم يخترق يخترق السرطان جدار القناة وينمو إلى أنسجة الثدي القريبة، في هذه المرحلة يمكن أن ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم من خلال الجهاز الليمفاوي ومجرى الدم.
-
سرطان الفصيصات الغازية
يبدأ سرطان الفصيصات الغازية في الغدد اللبنية، ويمكن أن ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم وقد يكون اكتشاف السرطان الفصيصي الغازي أكثر صعوبة من سرطان القنوات الغازية.
-
سرطان الثدي الالتهابي
هو شكل نادر وشرس من سرطان الثدي يتميز عادةً بكل مما يأتي:
- يظهر غالبًا على شكل طفح جلدي أو منطقة متهيجة من جلد الثدي، ويعيق عمل الأوعية اللمفاوية في الثدي.
-لا يظهر في تصوير الثدي الشعاعي أو الموجات فوق الصوتية، وغالبًا ما يتم تشخيصه بالخطأ أنه عدوى، مما يؤخر من تشخيصه قبل حدوث الانتشار.
-لا يوجد تكتل غالبًا فيه.
-أكثر أنواع سرطان الثدي عدوانية وينتشر بسرعة.
لذا إذا كانت المرأة تعاني من تورم أو احمرار في الثدي، ولا يزول لمدة أسبوع، فقد يشتبه الطبيب في الإصابة بسرطان الثدي الالتهابي.
لتكن كل هذه الأنواع تتمثل في بضعة أعراض وعلامات واضحة ومؤشرات ذات أهمية للعلم بوجود خللًا ما مثل:
-
كتلة في الثدي يَختلف عن الأنسجة المحاوطه
-
تغيُّرًا في حجم الثدي أو شكله
-
تغيرات في الجلد الموجود على الثدي
-
الحلمة المقلوبة حديثة الظهور
-
تساقطًا في المنطقة المصطبغة من الجلد المحيط بالحلمة أو الجلد عامةً
ومن هنا يمكننا التحدث عن طرق الوقاية من "سرطان الثدي" لتجنب كل هذه الأعراض وتقليل جزء كبير من المخاطر عن طريق الالتزام بنمط حياة صحي يتضمن بعض النقاط مثل:
-
-الامتناع عن تناول الكحوليات. كلما ازداد معدل تناول الكحول، ازداد خطر الإصابة بسرطان الثدي.
-
-الإقلاع عن التدخين..
-
-التحكم في الوزن. يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي في حالة الوزن الزائد أو السمنة.
-
-ممارسة الأنشطة البدنية. تساعد الأنشطة البدنية في الحفاظ على الوزن الصحي وهذا بدوره يساعد في الوقاية من سرطان الثدي.
-
-الرضاعة الطبيعية. قد تساهم الرضاعة الطبيعية في الوقاية من سرطان الثدي. كلما زادت فترة الرضاعة الطبيعية،كلما زادت الوقاية من الورم.
-
-الحد من جرعات وفترات العلاج الهرموني. يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي إذا تخطت فترة العلاج الهرموني ثلاثة إلى خمسة أعوام.
بجانب جميع نقاط الوقاية والحذر يجب الحفاظ على نمط حياة صحي مُحدد فمن أهم طرق التعرف على هذا الورم هو "الفحص الذاتي" فإنه من أهم خطوات الكشف المبكر عن الاصابة بورم الثدي أم لا ولكن الفحص الذاتي يحتاج الاستمرارية والانتظام بشكل دوري للتمييز والتعرف إذا حدث خللًا ما للجسم ليكون الفحص الذاتي والكشف المبكر دائما بمثابة "طوق نجاة" لكل مُحاربات أورام الثدي للحد من انتشار الورم واللحاق به قبل الوصول لمراحل متأخرة تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية.