الصداع النصفي

الصداع النصفي وأهم طرق علاجه

يُعد الصداع من أكثر المشاكل شيوعًا والتي يمكن التخلص منها بواسطة أحد المسكنات التي تؤخذ دون وصف الطبيب، ولكن لا ينطبق نفس الأمر على الصداع النصفي فهل تعرفون ما هي أعراضه وأهم طرق علاجه؟ تعرفوا على الصداع النصفي وكل ما يتعلق به من خلال المقال الآتي.

ما هو الصداع النصفي؟

قد يعتبر البعض الصداع النصفي نوع من أنواع الصداع التقليدي الأكثر حِدة، ولكنه اعتقاد خاطئ. الصداع النصفي هو حالة طبية تتضمن الشعور بصداع شديد (عادًة في جانب واحد فقط من الرأس) ومتكرر بالإضافة للشعور بأعراض أخرى تختلف بحسب كل حالة.

وتقترح الدراسات أن الصداع النصفي حالة وراثية1 يمكن نقلها بين الأجيال وعادًة ما تُصيب السيدات والبنات بنسبة أعلى مقارنًة بالرجال.

هناك أنواع مختلفة للصداع النصفي، مثل:

  • صداع نصفي دون هالة أو بادرة. وهو النوع الأكثر شيوعًا بين أنواع الصداع النصفي، حيث تُصاب الحالة بصداع نصفي دون أي أعراض أو تحذير مُسبق
  • صداع نصفي مع هالة أو بادرة. الهالة هي رؤية الحالة لألوان وامضة أو شعورها بحساسية تجاه الأضواء والأصوات، والبادرة هي شعور الحالة بتغيرات نفسية مثل الشعور بالتهيج أو الاكتئاب أو التثاؤب أو العطش أو الدوخة أو كثرة التبول. وقد تحدث الهالة أو البادرة قبل نوبة الصداع النصفي بساعات أو بأيام
  • هالة أو بادرة دون صداع نصفي. حيث تشعر الحالة بالأعراض التي تشعر بها عادًة قبل بدء نوبة الصداع النصفي ولكن دون الشعور بصداع نصفي

وقد يتكرر الصداع النصفي عِدة مرات خلال الأسبوع أو خلال الشهر بالنسبة لبعض الحالات، بينما قد يختفي لعِدة سنوات بالنسبة لحالات أخرى.

اقرأ أيضًا: أنواع الصداع وأسبابه وطرق علاجه

أسباب الصداع النصفي ومحفزاته

أغلب الدراسات تقترح أن الجينات تلعب دورًا هامًا فيما يتعلق بالإصابة بالصداع النصفي، حيث أن بعض الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة به مقارنًة بالآخرين. كما تقترح الدراسات أيضًا أن الصداع النصفي يحدث عند حدوث تغير مؤقت في الأعصاب والشعيرات الدموية والكيمياء الخاصة بالمخ.

ومن ضمن المحفزات التي تؤدي للصداع النصفي:

  • التعرض لأصوات مرتفعة للغاية أو أضواء ساطعة للغاية أو روائح نفاذة
  • التوتر والقلق
  • النوم لفترات أطول من اللازم أو عدم الحصول على قدر كافي من النوم
  • تغير الهرمونات بالنسبة للسيدات
  • تناول أدوية معينة، مثل حبوب منع الحمل أو النيتروجليسرين
  • التغيرات المفاجئة في الجو أو البيئة المحيطة
  • الإجهاد الجسدي
  • عدم تناول الطعام
  • التدخين
  • تناول الكافيين، أو انسحاب الكافيين من الجسم
  • تناول مسكنات الصداع النصفي بكميات أكثر من اللازم أو طوال الوقت
  • كما أن بعض الأطعمة قد تكون محفزة أيضًا للصداع النصفي، مثل:
  • اللحوم المُصنعة
  • الخميرة
  • الأطعمة المخللة
  • الغلوتامات أُحادية الصوديوم (MSG)، عادًة توجد في الأطعمة الأسيوية الجاهزة
  • بعض الفاكهة، مثل التفاح والموز، والمكسرات
  • الأجبان المُعتَقة
  • الشوكولاتة وتناول السكريات بكثرة

ليس بالضرورة أن تكون جميع هذه الأطعمة مُحفزة للصداع النصفي، لمعرفة أيًا منها يحفز النوبات التي تشعر بها عادًة يقترح الأطباء أن تحتفظ بمذكرة لكتابة جميع ما تتناوله بشكل يومي لتتمكن من معرفة أي الأطعمة تأتي بعدها نوبات الصداع النصفي مباشرًة.

اقرأ أيضًا: أضرار التدخين وطرق الإقلاع عنه

ما هي أعراض الصداع النصفي؟

أعراض الصداع النصفي والصداع

العرض الرئيسي للصداع النصفي هو الألم النابض على أحد جانبي الوجه، وتختلف حِدته من حالة لأخرى ولكن في أغلب الحالات يزداد الألم مع الحركة كما أنه قد يمنع أغلب الأشخاص من القيام بمهامهم اليومية بشكل طبيعي.

في بعض الحالات قد يكون ألم الصداع النصفي في جانبي الوجه وقد يصل للرقبة أيضًا، كما تشمل الأعراض المُصاحبة للصداع النصفي الآتي:

  • الحساسية تجاه الأضواء والأصوات، لذلك يُنصح بالجلوس في غرفة هادئة ومُظلمة للتخلص من نوبة الصداع النصفي أو تخفيف حِدة آلامها
  • الشعور بالغثيان، والقئ في بعض الحالات
  • كما أن بعض الحالات قد تختبر أيضًا هذه الأعراض:
  • آلام المعدة والإسهال
  • الشعور بالحر أو البرد الشديد
  • التعرق
  • عدم القدرة على التركيز

وعادًة ما تستمر أعراض نوبة الصداع النصفي لعِدة ساعات وقد تصل لأيام، وعادًة ما يشعر أغلب الأشخاص بإجهاد شديد بعد انتهاء نوبة الصداع، تعتمد مدة فترة الإجهاد على حِدة نوبة الصداع ومدة استمرارها.

اقرأ أيضًا: الجفاف وطرق علاجه والوقاية منه

طرق علاج الصداع النصفي

أغلب الحالات تجد أن الاستلقاء في غرفة هادئة ومظلمة يساعدهم على التخلص من نوبة الصداع النصفي، بينما حالات أخرى لا تشعر بتحسن إلا بعد التقيؤ، كما أن حالات أخرى تجد أن تناول مسكن يحِد من أعراض الصداع قليلًا أو يقلل من مدة النوبة؛ يختلف العلاج من حالة لأخرى وبحسب الأعراض التي تشعر بها كل حالة.

وعلى الرغم من أنه لا يمكن علاج الصداع النصفي بشكل نهائي، إلا أنه هناك العديد من الطرق لعلاج الأعراض والوقاية من النوبات المستقبلية. سوف يناقش الطبيب معك خطة العلاج الأكثر ملائمة لحالتك، والتي عادًة تشمل:

  • اتباع نمط حياة صحي وتجنب محفزات الصداع بقدر الإمكان
  • تناول مسكن عند الشعور بالصداع (عادًة ما تكون مضادات التهاب غير ستيرويدية)
  • تناول أدوية للوقاية من نوبات الصداع النصفي (في حال تكرار النوبات خلال فترات قصيرة)
  • تناول أدوية لتخفيف الشعور بالغثيان والقئ
  • اللجوء للعلاج بالهرمونات في حال ربط الصداع النصفي بفترات الحيض بالنسبة للسيدات
  • حقن البوتكس، قد يقترح الطبيب حقن مادة البوتكس في الجبهة والعنق لتخفيف الضغط على الأعصاب التي تُصاب بصداع نصفي طوال الوقت
  • مضادات الاكتئاب؛ بعض أنواعها تحد من فرص الإصابة بنوبات الصداع النصفي
  • تخفيف التوتر والقلق بقدر الإمكان والحفاظ على ضغط الدم ونبض القلب بمعدلات طبيعية وفقدان الوزن في حالات السمنة والسمنة المفرطة

بالإضافة لاتباع حمية غذائية في حال وجد الطبيب أن العديد من الأطعمة التي تتناولها تساعد على تحفيز نوبات الصداع النصفي.

اقرأ أيضًا: ارتفاع ضغط الدم وطرق علاجه

الحمية الغذائية المناسبة للصداع النصفي

غالبًا ما تختلف حمية الصداع النصفي من حالة لأخرى، حيث يناقش الطبيب معك الأطعمة المحفزة للصداع بالنسبة لك ثم يحدد النظام الغذائي الأمثل لك، ولكن هناك بعض الأطعمة التي يتفق الأطباء على كونها مناسبة لحمية الصداع النصفي، مثل:

  • الخضروات المطبوخة أو المطهوة على البخار، مثل البروكلي والسبانخ
  • الأرز البني والأرز الأبيض
  • الفواكه المجففة الغير حامضة، مثل البرقوق المجفف أو الكمثرى
  • المياه التقليدية أو المياه الغازية (تجنب الصودا والشاي، فقد يعملوا على تحفيز الصداع)

بالنسبة للقهوة أو الكافيين بشكل عام، اختلفت الآراء حيث يجد الأطباء أن بعض الحالات تتخطى نوبات الصداع النصفي بفضل تناول القهوة أو الكافيين بشكل عام، بينما بعض الحالات الأخرى تعاني من الصداع النصفي بسبب القهوة حيث أنها تعمل كمحفز للصداع النصفي لديهم.

كما يقترح بعض الأطباء أن أعراض انسحاب الكافيين وعدم تناول الكمية التي اعتاد الجسم عليها بشكل مستمر قد تحفز نوبات الصداع أيضًا، لذلك يعتمد إدخال الكافيين لحميتك الغذائية على ما تجده أمثل لك.

هناك خيارات عِدة فيما يتعلق بالحد من نوبات الصداع النصفي وإيقاف أعراضها عند حدوثها، وتختلف خطط العلاج من حالة لأخرى، لذلك كل ما عليك فعله هو مناقشة الطبيب واختيار خطة العلاج الأمثل لك.. دُمتم بصحة.